جمهورية الكونغو الديمقراطية

«مركز حل النزاعات» (CRC)

«مركز حل النزاعات» هو منظمة معنية ببناء السلام تأسست في إيتوري في العام 1993، وتعمل في جميع أنحاء إيتوري وكيفو الشمالية لدعم المجتمعات التي تواجه العنف والصدمات في مسعى لتحقيق سلام طويل الأمد. لقد قدم «المركز» في العام 2023 دورة تدريبية حول تحويل النزاعات والحوار وتحليل النزاعات لدعم الجهود التي يقودها المجتمع لبناء سلام مستدام. كما عمل بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين لتيسير الحوارات، وقدم الدعم للمنتديات العامة من أجل التماسك الاجتماعي، ونفذ مبادرات للمصالحة، وأعاد تنشيط هياكل السلام المحلية القائمة، أي الجمعيات المجتمعية المسؤولة عن جمع الإنذارات بشأن اندلاع النزاع وتنسيق الاستجابات السريعة لخفض التصعيد.

تواجه محافظات إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تواتر دورات النزاع وانعدام الأمن، بينما يتحمل المدنيون والمجتمعات وطأة هذا العنف في خضم ديناميات الصراع المعقدة والتي تختلف اختلافًا كبيرًا بين المحافظات والأقاليم التابعة لها. وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس تشيسيكيدي حالة الحصار في العام 2021 «للقضاء» على الجماعات المسلحة غير الحكومية والنزاع في هذه المحافظات. وبعد مرور عامين ونصف عام، لا يزال تحت الضغط لإظهار تحسن في الوضع الأمني1، لا سيما في سياق الخروج المقرر لبعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) بحلول كانون الأول/ديسمبر 22024. 

من خلال مشروع «تويشي أماني»3 المدعوم من مؤسسة «بيبلز بوستكود لوتري» (PPL) الخيرية، يعمل «مركز حل النزاعات» مع المجتمعات المحلية في ثلاث مناطق في إيتوري وشمال كيفو منذ نيسان/أبريل 2021. ويهدف هذا المشروع المستمر إلى تعزيز الروابط المجتمعية في هذه المناطق كوسيلة لحل النزاعات سلميًا وبالتالي الحد من العنف في إيتوري وكيفو الشمالية. 

في إيتوري، دعم «مركز حل النزاعات» الحوارات بين المجتمعات المحلية جامعًا شريحة واسعة من أصحاب المصلحة، بمن فيهم رؤساء قطاعات ومشيخات وشخصيات عامة وقادة مجموعات وممثلين عن المجتمع المدني المحلي وشباب ونساء وسلطات محلية. 

شارك 294 شخصًا في 60 جلسة تدريبية حول تحويل النزاعات والحوار وست جلسات حول تقنيات جمع الحوادث الأمنية وتحليلها وتوثيقها والإبلاغ عنها، وذلك في إطار التنفيذ والتشغيل الفعال لأنظمة الإنذار المبكر والاستجابة المبكرة. كما تم عقد ورشة عمل إضافية حول تحويل النزاعات لـ 86 قائدًا من القادة المؤثرين من اختيار أفراد المجتمع، وركزت على تحليل النزاع والنفي والتحول ومساعدة الأطراف المتنازعة على إيجاد أرضية مشتركة. 

وأعدّ «مركز حل النزاعات» 144 برنامجاً إذاعياً، شارك في إطارها 54 شخصاً في التدريب على إنشاء ثقافة السلام والحفاظ عليها. وشملت المواضيع الرئيسية التي تم تناولها منع النزاعات وإدارتها، والنوع الاجتماعي، والتماسك الاجتماعي، وآفاق السلام والتنمية، والتصدي للشائعات، ودور الشباب في التعايش السلمي، وحقوق الطفل. أجريت هذه الأنشطة باللغات المحلية. 

في شمال كيفو، قام «مركز حل النزاعات» بتنسيق هيكلين محليين للسلام ودعمهما، وهما لجنتان مؤلفتان من أفراد من المجتمع تديران الوساطة في النزاعات والتحول في مجتمعاتهم، وتنسقان أيضًا أنظمة الإنذار المبكر للاستجابة لمؤشرات العنف. 

شارك 160 من أفراد المجتمع في منتديين عامين من تنظيم «مركز حل النزاعات» لتعزيز العلاقات بين المدنيين والعسكر وبين المدنيين والشرطة وتشجيع التماسك الاجتماعي. وأشارت لجنة محلية مخصصة لحقوق الطفل إلى أن المنتديات أدت إلى تعاون واضح وتبادل المعلومات بشأن الأمن وبناء السلام. 

وتم إنشاء مجموعات مجتمعية للمراقبة في عدة أحياء من منطقة أويتشا، وتتولى هذه المجموعات الشبابية قيادة عملية الإنذار المبكر في مواجهة عودة أعمال اللصوصية وانعدام الأمن. وقد مكنت مرافقة «مركز حل النزاعات» بعض الأعضاء من الانضمام إلى لجنة أمنية محلية4، في حين لم تكن الأجهزة الأمنية تقوم في السابق بإشراك المدنيين في الاجتماعات الأمنية، ما حال دون إشراك وجهات نظرهم وأصواتهم في القرارات الأمنية المتخذة. وبذلك أصبح الآن بإمكان هياكل السلام المحلية أن تشارك تحليلات التحديات وأن تقدم توصيات بالتعاون مع السلطات المحلية. 

وفي هذا السياق، لاحظ «مركز حل النزاعات» مواقف إيجابية متبادلة وزيادة في التعاون بين المجتمع المدني والسلطات السياسية والإدارية والأجهزة الأمنية، وعلى سبيل المثال يقوم عمدة إحدى المجتمعات المستهدفة وقادة المناطق الذين يشرفون على حالة الحصار بالتشاور الآن مع قادة المجتمع المدني في اتخاذ القرارات الأمنية.

1 جان إيف كامالي، «رئيس الكونغو إتيان تشيسكيدي يؤدي اليمين الدستورية بعد إعادة انتخابه المتنازع عليها»، وكالة أسوشيتد برس، 20 كانون الثاني/يناير 2024:https://apnews.com/article/congo-president-tshisekedi-inauguration-8b2fb70f982511084bb2a7e2ec32944b.

2 قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2717 (2023)، S/RES/2717، المعتمد في 19 كانون الأول/ديسمبر 2023: https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2717(2023)&Lang=E

3 باللغة السواحلية، تعني «تويشي أماني» «دعونا نعيش بسلام». 

4 تهدف اللجان الأمنية المحلية إلى تقييم التحديات الأمنية والاستجابة لها ضمن السياق المحلي، ومن بينهم ممثلون عن الأجهزة الأمنية بما في ذلك القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، والشرطة الوطنية الكونغولية، والإدارة العامة للهجرة، ووكالة الاستخبارات الوطنية.

No items found.
Other partners in 2023: