سودان

Adeela

تم إنشاء منظمة «عديلة» في العام 2018 على يد 16 شابًا من مناطق مختلفة في السودان. أسس شباب سودانيون منظمة «عديلة» من أجل الشباب السوداني ونشأت كمشروع اجتماعي وثقافي يركز على التغيير المجتمعي وعمليات السلام والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. وتعمل المنظمة في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء السودان.

على الرغم من النزاع المستمر في أنحاء مختلفة من السودان، قامت منظمة «عديلة» بتنفيذ نموذج «مشيش»، وهو أحد نماذج «صندوق العمل المحلي» الخاص بنا، من خلال تحديد المنح وتقديمها لـ 29 مجموعة شبابية ونسائية مختلفة في شرق دارفور والبحر الأحمر والقضارف والخرطوم. كما نقوم بتوفير دورات تدريبية لهذه المجموعات حول المناصرة وحساسية النزاع والنوع الاجتماعي وإدارة المشاريع وكتابة التقارير، بالإضافة إلى تسهيل التواصل بين المبادرات والمجموعات الشبابية في كل ولاية.

في أعقاب النزاع الذي اندلع في السودان في 15 نيسان/أبريل، تأثرت أنشطة منظمة «عديلة» المقررة بشدة بسبب النزاع، إلا أنها وجدت طرقًا مبتكرة لدعم المواطنين والمجتمع المدني ومقاومة الحرب فأجرت مناقشات جماعية حول إمكانية معارضة الحرب ومواجهة خطاب الكراهية والعنصرية ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان في السودان. هذا وحددت مناقشة مفيدة أكثر من 20 مقترحًا، مع اختيار 6 مبادرات في نهاية المطاف في كل ولاية.

أدت منظمة «عديلة» وشركاؤها من خلال هذا العمل دورًا كبيرًا في الحد من حدة خطاب الكراهية والاستجابة لحالة التعبئة والتأهب التي كانت تنشرها أطراف الحرب في السودان. كما تعاونت وشركاؤها مع الزعماء الدينيين الذين يملكون منبرًا ويحظون باحترام المجتمع، مثل أئمة المساجد والكهنة، بقصد إشراك هؤلاء الزعماء الدينيين لاستخدام منبرهم للدعوة إلى وقف التصعيد والدعوة إلى إنهاء الحرب. ونتيجة لهذه الحملة، شارك عدد من قادة المجتمع المحلي - حتى أولئك الذين كانوا من أنصار الحكومة - ودعوا إلى وقف التصعيد والسلام المستدام.

كما نشأت اتجاهات جديدة من بعض المبادرات المتعلقة بالدعم النفسي للنازحين، لا سيما النساء والأطفال، والعمل على تنظيمهم وربطهم بالمجموعات المدنية في هذه الولايات، وتحديدًا في الولايات التي استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين القادمين من الخرطوم. وعليه، أسهمت توعية قادة المجتمع، إلى جانب تنسيق دعم الصدمات للنازحين، بشكل إيجابي في الحد من المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، فضلاً عن توفير الدعم النفسي للنساء والأطفال. إلى جانب عمل منظمة «عديلة» مع المجتمع المدني في السودان من خلال مشروع «صندوق العمل المحلي»، تمكنت المنظمة من تيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة أثناء النزاع، بما في ذلك الدعم اللوجستي لغرف الطوارئ في الخرطوم.

ونظراً للحاجة المتزايدة لحماية المدنيين وتدهور الوضع الأمني في مناطق النزاع، استمرت الحاجة إلى إجلاء الناشطين الذين تم استهدافهم بشكل منهجي من قبل القوات العسكرية في دارفور. وفي هذا الإطار، تمكنت منظمة «عديلة» من تيسير تأمين الحماية المدنية للناشطين من خلال إجراء إحالات إلى منظمات متخصصة في حماية حقوق الإنسان لتقديم الدعم اللازم. ولم يقتصر عمل «عديلة» على مواكبة المنظمات والأفراد المعرضين للخطر، بل دعمت أيضًا توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والإبلاغ عنها، من خلال دعم عمل المنتفعين من المنح الفرعية (يالا نارسود) بمبلغ 5000 دولار أمريكي لتطوير أدوات رصد.

كما تبحث «عديلة» في طرق لتعزيز إدماج المجتمع المدني ومشاركته في مفاوضات السلام المتوقع إجراؤها في أديس أبابا/جدة. وقد شاركت في حلقة نقاش بمدينة كسلا بشرق السودان من تنظيم منظمة «فريموورك ميكانيزم» (Framework Mechanism)، وهذا من شأنه أن يوفر مساحة للجهات الفاعلة في المجتمع المدني لإجراء تحليل مشترك وتطوير أولويات المناصرة وخريطة طريق لحملة مناصرة مشتركة تعمل على تضخيم أصوات ووجهات نظر المجتمع المدني السوداني في عملية السلام.

No items found.
Other partners in 2023: